التراث الأدبي هو إحدى العناصر الأساسية الممثلة لهوية الأمم على مر العصور فبتصفح الروايات والكتب يمكننا معرفة أحوال الأمم السابقة وتاريخهم، لتفتح لنا أبواب جديدة من المعارف الإنسانية التي تقوم عليها النهضة الحديثة والتي كانت حركة الترجمة سبب رئيسي فيها فمن خلال الترجمات العربية والترجمة الأدبية لما خلفته حضارة الرومان والحضارة الإغريقية وغيرها من الحضارات بدأ العالم في إرساء القواعد الأساسية لعلوم الفلسفة والتربية والعديد من العلوم الأخرى. كما أسهمت الترجمة من تجديد التراث الحضاري لتلك الأمم لتترك لنا العديد من المؤلفات الأدبية مثلت كتاب “فن الشعر” لأرسطو وغيرها من المؤلفات القيمة. أما في العصر الحديث ومع سهولة التنقل والسفر زاد الإرث الأدبي المتداول بين الأمم بما يضمه من الرواية والشعر الحديث والقصص وغيرها من الأعمال الأدبية المكتوبة والمرئية والتي تتداول على نطاق واسع، لذا أصبحت الترجمة الأدبية إحدى الركائز المهمة في العلوم الإنسانية الحديثة.
أنواع الترجمة الأدبية
تتنوع الأساليب والنصوص الأدبية ما بين شعر وراوية وقصص قصيرة وطويلة ومقالات وغيرها من الأنواع الأخرى المختلفة وفقًا للغة المستهدفة ونوع الأساليب اللغوية المستخدمة، حيث يصعب على المترجم الإلمام بكل هذا في نفس الوقت لما تحتاجه من مهارات. لذا تقسم الترجمة الأدبية إلى عدة أنواع تشمل ما يلي:
ترجمة الشعر:
تتنوع الأشعار ما بين الأساليب الشعرية الحديثة والأساليب القديمة والملاحم الشعرية مثل “الإلياذة والأوديسة” التي ترجمت للعديد من لغات العالم، ويتميز الشعر بالحاجة للفهم الجيد للمعنى الأساسي والمعاني الأخرى التي يتضمنها والواجب نقلها للغة المستهدفة.
الكتب والروايات:
تعد الكتب والروايات من أشهر الأنواع الأدبية المتداولة والمؤثرة في التاريخ الإنساني لما تتضمنه من أفكار مؤثرة على الحس الإنساني وما تنقله من صورة للشعوب في فترات زمنية معينة، لذا يحتاج المترجم للمعرفة الجيدة للثقافة ولغة النصوص ومعرفة المصطلحات اللغوية الأدبية وكيفية استخدامها في اللغة المستهدفة ولغة المصدر.
ترجمة المقالات والمحتوى النثري:
تتنوع المقالات الأدبية ما بين النقد والمدح والوصف لتتناول المواضيع الأدبية من جوانب مختلفة وتختلف في اسلوبها وفقًا للكاتب، لذا تحتاج ترجمتها لفهم عميق للأساليب الكتابية واللغوية والمعرفة الثقافية الجيدة وكيفية نقل المعنى وراء تلك النصوص وليس المعنى المباشر والظاهر فقط.
تحديات وصعوبات الترجمة الأدبية
تعد الترجمة الأدبية من أكثر أنواع الترجمة التي تحتاج لتخصص شديد لأنها تعكس ثقافة الأمم وتذهب. لما وراء الالفاظ والكلمات المستخدمة. حيث تتضمن الكثير من المعاني الأخرى الواجب نقلها كما هي وهو ما يخلق العديد من التحديات التالية:
– ملائمة ثقافة اللغة المستهدفة
تعتمد النصوص الأدبية وفهم معانيها على الثقافة العامة للغة النصوص الأصلية. حيث يتأثر كتاب الشعر الروائيين بالبيئة المحيطة بشكل كبير، فعلى سبيل المثال امتلئ الشعر العربي. بوصف الصحراء وعبر عنها بالكثير من الألفاظ من: الفيافي، فَلاة، بَرِّيَّة، بَادِية وغيرها من الألفاظ التي تدل على الصحراء. لذا يجب على المترجم أن يتمتع بقدر عالي من الثقافة ليتمكن من معرفة تلك الالفاظ ومقابلها في اللغة المستهدفة.
– الترجمة الحرفية
تتسم الترجمة الأدبية بالحاجة الكبيرة للفهم للنصوص الأصلية قبل ترجمتها. حيث تعبر الكلمة الواحدة عن الكثير من المعاني والتي لا يمكن فهمها إلا من المضمون الداخلي للنص. لذا يجب البعد تمامًا عن الترجمة الحرفية لما يمكن أن تؤدي له من فهم خاطئ للنص.
– الأساليب الأدبية
تختلف الأساليب الأدبية عن الكتابة الوصفية والعلمية تمامًا. فبدلًا من التعبير عن المعنى المراد بطريقة مباشرة يلجئ الكاتب لأساليب مغايرة والسرد على لسان الحيوانات وغيرها من الأساليب الأخرى. التي تصعب المهمة على المترجم، فالمترجم الجيد. يجب أن يلم بالأساليب الأدبية وكيفية استخدامها في النصوص في لغة المصدر واللغة المستهدفة.
هل تبحث عن ترجمة أدبية دقيقة؟ بادر بالتواصل مع شركة “بلانز” واحصل على ترجمة النصوص الأدبية من متخصصينا في المجال والعديد من اللغات.