صناعة البسمة وتقديم السعادة للآخرين تمنحان من يقدمهما سعادة أكبر مما يجده الأخرون، كما أنهما من صفات الإنسان الحقيقي، فلا وجود للإنسانية الحقيقية إلا بتقديم ما يسعد الآخرين ومهما كانت ظروفك أو إمكانياتك فيمكنك أن تقدم لغيرك ما يسعده. فالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة مما يدخل السرور على قلوب الناس، وهي أمور لا تكلف صاحبها شيئاً لكنهما قد يغيران من حياة الآخرين. إن زراعة الأمل وإدخال الفرحة على قلوب المحيطين من أسرار السعادة التي تمنح للفرد مكانة في حياة المحيطين. فمن يزرع الأمل في قلوب الناس يجد أثرًا لما يزرع، وتكون سعادته أكبر عندما يجد ما صنعه قد غير في حياة غيره، وهذه هي قمة الإنسانية الحقيقية.
قصة للأمل:
كانت إحدى الفتيات الصغيرات قد أصيبت بمرض خطير. وقدر لها الأطباء أياماً قليلة تعيشها وبعدها ستفارق الدنيا، فنظرت الفتاة إلى الشجرة الموجودة بجوار النافذة. وقالت لأختها: “إنني سأموت عندما تتساقط أوراق تلك الشجرة. فنظرت الأخت الكبرى إليها في حنان، وقالت: دعينا نستمتع بالأيام، ولا تفكري في أمر الشجرة فما زال عليها الكثير من الأوراق. ومرت الأيام والبنت الصغيرة تشاهد كل يوم ورق الشجرة تسقط واحدة منها. حتى بقيت على الشجرة ورقة واحدة فنظرت الفتاة عليها.
الفتاة قالت لأختها: “لم يبقى على الشجرة إلا ورقة واحدة وسأموت غدا”، فقالت لها أختها: “بل دعينا نستمتع بهذا اليوم. وفي الغد ننظر ما سيكون وأصبح الصبح، ووجدت الفتاة الورقة على الشجرة. ومر يوم أخر ثم يوم أخر، ثم مر الخريف والشتاء وجاء الربيع والورقة لا زالت على الشجرة. وأختها بجوارها، وبدأت حالتها تتحسن وبدأت تتعافي شيئا فشيئا حتى شفيت تماماً. وعندما أصبحت قادرة على الحركة توجهت نحو الشجرة. وتحسست الورقة التي لم تسقط فإذا بها ورقة من البلاستيك من أشجار الزينة فعلمت أن أختها هي من وضعتها؛ لتعطيها الأمل وتبعد عنها اليأس.
إن قيمة الإنسان فيما يقدم لغيره من أمل وتفاؤل، وهؤلاء الذين اعتادوا على العطاء هم أسعد الناس؛ لآنهم يزرعون الفرحة. فلو فكر كل فرد في زراعة الأمل في نفس إنسان بائس لتغير العالم من حولنا. لذا احرص على زراعة الأمل والخير، ولن تُحرم الأجر ولن تخلو حياتك من البسمة.